mercredi, janvier 11, 2012

هزمَنا بنكيران تعالوا نحفر له. ولنا؟

بدأ الحفر مبكرا، لا داعي للانتظار لا مائة يوم ولا عشرة أيام:
1- حكومة بنكيران ذكورية، فيها امرأة واحدة. بل ليس فيها أية امرأة. هذا تراجع شديد. إذن الإسلاميون المعتدلون هم أيضا ضد النساء. بحجة قاطعة "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة".
2- لنفسح المجال للفعاليات النسائية لتندد.
3- وعد بنكيران بإجراءات عملية. وإذا به يذهب لصلاة الاستسقاء.
4- بنكيران ليس أنيقا. ونكت عن اللحية.
5- بنكيران مجرد رئيس وزراء معين. ثم اختفت الصفة.
6- بنكيران شعبوي يخطب كثيرا...
7- قريبا شاء الله ستقع الحكومة في ورطة عندما تمنع الخمر فنتهمها بالديكتاتورية.
8- حينها نكشف حقيقة هؤلاء الظلاميين الذين فازوا في الانتخابات.
9- بذلك نسترجع شرعيتنا ونفوذنا على البلد والناس
10- ماذا تريد الحكومة الجديدة من الشعب؟
11- النخبة أدارت ظهرها للشعب..
هكذا بدأ كل خصم يبحث عن مسلك لتبديد فرحة الإخوان المسلمين بنصرهم في الربيع الأمازيغربي. ويتساءل كل خصم: ما الذي يضمن أن تنجح خطة الحفر هذه؟
يجيب الخاسر نفسه "الناس أغبياء ويسهل خداهم بتكرار الجدل. كل يوم كذبة وفي النهاية سيصدقوننا. لذا لنحفر مبكرا"
أليس هذا حفرا مضرا بالمغرب؟
نمر من هذا السؤال. لأن الخاسرين، وفي لحظة غضب فقدوا كل أفق إستراتيجي. وهم يجهلون قول كينيدي بأن الذين يجعلون الثورات الهادئة مستحيلة يجعلون الثورات الدموية حتمية.
« Ceux qui rendent les révolutions pacifiques impossibles rendent les révolutions violentes inévitables. »
John F. Kennedy
لنغير موقع الكاميرا، ولنفترض للحظة أن الناس أذكياء، ولديهم جواب عن كل ملاحظة سابقة، ملاحظة يذكرونها، أو يستبطنونها، يشعرون بها بعمق:
1. في الحكومة امرأة واحدة. من قدمها؟ حزب العدالة والتنمية. ألا يقع اللوم على الأحزاب الثلاثة الأخرى؟ لو قدم كل حزب مرشحة للاستوزار لصارت في الحكومة أربع نساء. وحينها لن يندد أحد بالعار. ثم إن الذي يصف الوزيرة بواحدة بدل مثنى هل يعرف ما يقول؟
2. أين هي الفعاليات النسائية من حياة نساء المغرب العميق في هذا البرد القارس؟ نساء يجلبن الحطب حافيات تقريبا بينما الفعاليات تفعل في موروكو مول وميغا مول...
3. صلاة الاستسقاء تجري في المغرب منذ مآت السنين ولم يجلبها بنكيران من مقر حزبه.
4. وكم ثمن البذل الأنيقة لدى فرانسيسكو سمالطو وبيير كاردان؟ تعبر النكت عن مشاعر قائليها أكثر مما تدل عن حال الذين تتناولهم.
5. هل بنكيران مسؤول عن المعجم الذي تستخدمه وسائل الإعلام الرسمية؟ لا. يا حفيظ على رماد.
6. أليس هذا أفضل من كم وزير أبكم لا نعرف حتى ما يفكر فيه.
7. لو ألغي اتفاق الصيد البحر بعد تشكيل الحكومة لكان بنكيران هو السبب.
8. يبدو أننا نعيش في الظلام ولا نستطيع رؤية ما يتغير. لذا يريح اتهام الآخرين بالظلامية.
9. الشرعية لا تسترجع بالدعاية، بل تسترجع بالعمل المنظم والمتواصل، لذلك
10. هذا سؤال مقلوب
11. هذه فكرة لمحمد الطوزي مقلوبة. الشعب هو الذي أدار ظهره. هذا أشبه بنملة على ظهر فيل وتفتخر أنها لا تكلمه. لتنزل منه إذن.
يشعر الناس بهذه الردود، يعرفون النقد السياسي من النقد الحقود. طبعا من حق الأحزاب واللوبيات التي خسرت أن تحزن، لكنها لن تنجح في تقوية نفسها بهذه البروباغاندا البدائية التي عددت مظاهرها في النقط السابقة. الذين يحفرون الآن سيقعون في الحفرة التي ينبشونها. والمثل الأمازيغي يقول وسع الحفرة التي تحفرها لغيرك لأنك ستقع فيها.
ولكم في صلاح الدين مزوار عبرة.
في نقاش مع صديق اعتبر أنه منذ عودتي من مكة صرت أكثر تغزلا بالإسلاميين. قلت له يجب التسليم بالحقائق. لقد انتصروا بصناديق الاقتراع. من النزاهة الاعتراف بذلك. ولا داعي لتضليل الذات. وهنا يجب أن تكون الأسبقية للنزاهة الفكرية وليس للأهواء.
أفضل تضليل للذات قدمه الطوزي حين قال أن النخبة أدارت ظهرها للشعب. والصحيح هو العكس. من حق أي كان أن يكون ثوريا. أن يكره الإسلاميين، لكن من غير المسموح ذم بوصلة الناس واحتقار اختياراتهم.
سيكون هذا الاعتراف بمثابة كاتارسيس، بمثابة تطهير للذات بهدف بناء فهم وخطاب جديد للمرحلة. بهدف إنجاز نقد ذاتي يجيب عن الأسئلة الحقيقية، التي تخص القوى التي خسرت الانتخابات. على أمل أن تستعيد قواها.
وهذا طريق طويل يحتاج الصراحة والجهد لاسترجاع المصداقية. يحتاج الصبر وطول النفس، بينما المقالب اللفظية لا تنفع.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire