lundi, octobre 15, 2012

خيرات يعتذر للأمير هشام ويعترف بأن معلوماته كانت خاطئة

وجه القيادي الاتحادي عبد الهادي خيرات، رسالة إلى الأمير هشام عبر من خلالها عن اعتذاره عن التصريحات التي قال فيها إن الأمير استفاد من أموال عمومية خارج القانون، واعترف خيرات في رسالته بأن المعلومات التي كانت لديه خاطئة.

وأكد مصدر مقرب من الأمير، حسب ما أوردته جريدة "المساء" في عددها ليوم غد الإثنين 15 أكتوبر، أن الأمير قرر التنازل عن الدعوى التي رفعها ضد خيرات "بعد أن اعترف بخطئه في حقه"، وذكر المصدر أن "ما كان يهم الأمير ليس اعتذار خيرات ولكن اعترافه بعدم صحة كل المعطيات التي استند إليها لاتهام الأمير بالباطل".

وكان الأمير مولاي هشام قد اشترط على القيادي الاتحادي عبد الهادي خيرات لقبول اعتذاره والتنازل له عن الدعوى القضائية، هو إقراره علنا بأن اتهاماته باطلة وبدون أسس ويعتذر عنها.

وستعقد المحكمة الابتدائية في عين السبع، يوم غد الإثنين، جلسة أخرى للنظر في هذه الدعوى، ومن المنتظر أن تأخذ بعين الاعتبار رسالة الاعتذار والإقرار بخطأ الملعومات من طرف خيرات، في إصدارها للحكم.


mercredi, octobre 10, 2012

أصدر البنك المركزي البريطاني لحكومة جبل طارق ورقة مالية تحمل صورة طارق إبن زياد

 أصدر البنك المركزي البريطاني لحكومة جبل طارق ورقة مالية تحمل صورة  طارق إبن زياد، أحد كبار قادة الجيوش الاسلامية وفاتح الاندلس الذي سميت صخرة جبل طارق بإسمه حتى يومنا هذا. وتظهر صورة الفئة النقدية، صورة متخيلة لطارق بن زياد وهو يحمل سيفاً، وهي من فئة 5 جنيهات أسترليني.

من هو طارق؟

المسلمون وفتح الأندلس

طارق بن زياد فاتح الأندلس عندما حصل موسى بن نصير على الإذن بفتح الأندلس من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، أرسل حملة حربية صغيرة مكونة من مائة فارس وأربعمائة راجل بقيادة طريف بن مالك في أربع سفن سنة (91هـ)، فنزلت في المكان الذي يحمل اسم جزيرة طريف، وكان هدف الحملة معرفة طبيعة البلاد، ومعرفة أحسن الأماكن التي يمكن إنزال الجيش فيها؛ ولذلك نجد الحملة الكبرى بقيادة طارق بن زياد المولى البربري لموسى بن نصير ونائبه لا تنزل في جزيرة طريف، وإنما تنزل في مكان أصبح يُعرف بجبل طارق؛ مما يدل على أنهم وجدوا ذلك المكان أنسب.

هُو طارق بن زياد، أسلم على يد موسى بن نصير وحسن إسلامه، فتعلم بعد حفظ كتاب الله علوم القرآن والفقه في الدين، وكان فارسًا مغوارًا، وقائدًا محنكًا، يقود الجيش تحت إمرة موسى بن نصير، حتى وصل المجاهدون بقيادته إلى طنجة في أقصى بلاد المغرب (مراكش)، فولاه موسى بن نصير إمرة طنجة، فظل يجمع الجيوش ويتتبع الأخبار، ويرسل العيون، حتى وجد الفرصة لدخول الأندلس، فأشار على موسى بن نصير بفتحها.

وقد توجه طارق والمسلمون معه بعدما تقرر فتح الأندلس بصورة نهائية... إلى جبل طارق في شعبان سنة (92هـ) بعد أن قضوا على المقاومة؛ التي تصدت لهم، وفتحوا حصن (قرطاجنة)، الذي كان في سفح هذا الجبل، وبدأ طارق ببسط سلطانه على الأماكن المجاورة لجبل طارق. وهنا أخبر حكام الإقليم لذريق (الحاكم القوطي)، الذي كان مشغولاً بإخماد ثورة في الشمال بما يحدث في الجنوب، فأدرك مدى الخطر الذي يهدد ملكه بالزوال، فأسرع وأرسل جيشًا إلى طارق كي يتصدى له، ويوقف تقدمه.. وكانت وحدات الجيش تصل تباعًا في فرق كبيرة، فكان طارق يلتقي بها، ويقضي عليها، وقد استطاع الحاكم القوطي لذريق أن يجمع جيشًا يقترب من مائة ألف جندي.

وفي الثامن والعشرين من رمضان سنة (92هـ) في سهل (الفلنتيرة)، بدأت المعركة الفاصلة بين المسلمين والقوط، واستمرت ثمانية أيام قاسية، خاضها المسلمون بعددهم القليل المتماسك المؤمن بالنصر أو الشهادة، والذي لا يزيد على اثني عشر ألفًا[1].

كان طارق بن زياد البطل الحقيقي الفاتح للأندلس، فضلاً عن أنه كان من أبرز قادة الفتح الإسلامي في شمال إفريقية بصفة عامة، وكان واليًا (لموسى بن نصير) على طنجة، وقد اختلف في أصله، فهناك فريق من المؤرخين يرى: أنه مولى لموسى بن نصير، بينما ينكر هذا الولاء بعضهم ويقول: إنه من قبيلة (الصَدَف)[2]، وكان مولًى لها.

ويرى فريق آخر أن طارق بن زياد مغربي من قبيلة (نفزة) البربرية، وهذا هو الرأي المعوَّل عليه في نظر المؤرخين، ويرى بعضهم أن جيشه المكوَّن من اثني عشر ألف جندي، والذي كان يضم تسعة آلاف من البربر يعدُّ من الأدلة على ولاء البربر له وولائه لهم، فهو منهم وهم منه.

وأيًّا كان الأمر، فالبربر في النهاية من خيرة العرب، وطارق بن زياد من خيرة أبطال الإسلام.

تفاصيل معركة شذونة (وادي لكة)

تفاصيل معركة شذونة وادي لكة اختلف البحث التاريخي في تحديد المكان والنهر الذي يحمل اسم وادي (لكة) أو (وادي بكة)، والذي تورده الرواية العربية، فذكر البعض أنه هو نهر "جواداليتي" (وادي لكة)، الذي يصب في خليج قادس على مقربة من مدينة (شريش)، وأن اللقاء حدث على ضفته الجنوبية شمالي مدينة شذونة. وذكر البعض الآخر، وهي الرواية الراجحة، أن اللقاء قد حدث جنوب بحيرة "خَندة" الصغيرة المتصلة بنهر بارباتي الصغير، الذي يصب في المحيط على مقربة من رأس "طرف الغاز".

ويرى الأستاذ محمد عبد الله عنان في كتابه (دولة الإسلام في الأندلس، العصر الأول - القسم الأول)، أن الرواية العربية تقصد هذا النهر بما تورده من اسم وادي (لكة) أو وادي (بكة) ففي هذا السهل الصغير، الذي تحده من الجنوب سلسلة من التلال العالية، وعلى ضفاف بحيرة خندة، ونهر"بارباتي" تقابل المسلمون والقوط في الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة (92هـ/ 711م)، وفرق النهر بين الجيشين مدى أيام ثلاثة شغلت بالمعارك البسيطة، وفي اليوم الرابع التحم الجيشان ونشبت بينهما معركة عامة.

واستمرت المعركة بين القوى النصرانية الضخمة، وبين القوة المسلمة المتواضعة نحو أربعة أيام، ولكن الجيش القوطي كان رغم كثرته مختل النظام منحل العُرا.

وكانت الخيانة -كما يقول الأستاذ عنان- تمزق جيش القوط شر ممزق، واستمال يوليان والأسقف أوباس -وهما في صف المسلمين- كثيرًا من جند القوط، وبثا بدعايتهما في الصفوف الموالية للردريك (لذريق) كثيرًا من عوامل الشقاق والتفرق، فأخذ كل أمير يسعى في سلامة نفسه، وتمكن الجيش الإسلامي -على ضآلة عدده، وبإيمانه وإخلاصه وثباته وجلده واتحاد كلمته- من جيش القوط، فلم يأت اليوم السابع من اللقاء حتى تم النصر لطارق وجنده، وهزم القوط شر هزيمة، وشتتوا ألوفًا في كل صوب.

وقد تعقب طارق فلول الجيش القوطي المنهزم، وسار طارق بأكثر أفراد جيشه فاتحًا بقية البلاد، ولم يلق مقاومة تذكر في مسيرته نحو الشمال، وفي الطريق إلى طليطلة على نهر (التاجو) بعث بحملات أخرى لفتح المدن، فأرسل مغيثًا الرومي إلى قرطبة في سبعمائة فارس، فاستولى عليها صلحًا، كما استولى على غرناطة، ومالقة، والبيرة وغيرها... وأخيرًا وصل إلى مدينة طليطلة، ففر منها أهلها نحو الشمال عندما علموا بقدومه، ولم يبق سوى قليل من السكان، فاستولى طارق عليها، وترك لأهلها كنائسهم، وأحبارهم ورهبانهم، وحرية إقامة شعائرهم، كما هو شأن الإسلام في كل فتوحاته.

خطبة طارق

ترد في بعض الكتب قصة خطبة طارق الملقاة قبل المعركة، ونحن نعتقد أن مضمونها صحيح، لكن صياغتها تعرضت لزيادات كثيرة... وهذا هو نص الخطبة التي نسبت إلى القائد البربري العظيم المسلم (طارق بن زياد):

"أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم، وليس لكم -والله- إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيوشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات لكم إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا، ذهبت ريحكم، وتعوضت القلوب على رعبها منكم الجرأة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم، بمناجزة هذا الطاغية، فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة؛ وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت. وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة، ولا حملتكم على خطة أرخص متاعًا فيها للنفوس، أبدأ بنفسي، واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلاً استمتعتم بالأرفه الألذ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي (...). وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عربانًا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارًا وأختانًا؛ ثقة منه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان، ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته، وإظهار دينه بهذه الجزيرة، وليكون مغنمها خالصة لكم من دونه، ومن دون المؤمنين سواكم، والله تعالى وليُّ إنجادكم على ما يكون لكم ذكرًا في الدارين.

أيها الناس، ما فعلت من شيء فافعلوا مثله، إن حملت فاحملوا، وإن وقفت فقفوا، ثم كونوا كهيئة رجل واحد في القتال، وإني عامد إلى طاغيتهم؛ بحيث لا أنهيه حتى أخالطه، وأمثل دونه، فإن قتلت فلا تهنوا ولا تحزنوا ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، وتولوا الدبر لعدوكم فتبدوا بين قتيل وأسير. وإياكم إياكم أن ترضوا بالدنية، ولا تعطوا بأيديكم، وارغبوا فيما عجل لكم من الكرامة، والراحة من المهنة والذلة، وما قد أحل لكم من ثواب الشهادة، فإنكم إن تفعلوا -والله معكم ومفيدكم- تبوءوا بالخسران المبين، وسوء الحديث غدًا بين من عرفكم من المسلمين، وهأنذا حامل حتى أغشاه، فاحملوا بحملتي".

وكما قلنا: فإن مضمون الخطبة وحدوثها مقبولان، أما هذه الصياغة فيدور حولها شك كبير!!

طارق.. وأسطورة إحراق السفن

لم يرد أي ذكر -ولا أدنى إشارة- حول قصة إحراق السفن لدى ابن القوطية، الذي يعتبر مصدرًا من المصادر الأساسية في فتح الأندلس.

أما صاحب (أخبار مجموعة) الذي يعدّ أيضًا من أوثق المصادر في تاريخ الفتح الإسلامي للأندلس، والمنسوب إلى القرن الرابع الهجري، فهو من هؤلاء الذين لم يوردوا أي ذكر لحادثة إحراق السفن هذه، على الرغم من أن (أخبار مجموعة) من أقدم الكتب -بعد جيل ابن عبد الحكم وابن حبيب- في التأريخ لفتح الأندلس.

إن هذين المصدرين -تاريخ ابن القوطية، وأخبار مجموعة- هما أقدم المصادر الأندلسية التي بين أيدينا، وهما يتميزان على المصادر السابقة -والتي نعرف منها "فتوح مصر والمغرب والأندلس" لابن عبد الحكم، و"مبتدأ خلق الدنيا" لابن حبيب- بأنهما مصدران ينتميان إلى المدرسة الأندلسية، بل هما الاستهلال للكتابة التاريخية الأندلسية، بينما كان ابن عبد الحكم وابن حبيب ينتميان إلى المدرسة المصرية، التي سبقت في كتابة تاريخ الأندلس.

وليس من المعقول -كما يقول الدكتور محمود مكي- أن يخفى هذا الخبر المهم على كل المؤرخين السابقين، فلا يعرفه إلا الإدريسي (أبو عبد الله محمد) الذي توفي سنة (560هـ)، وألف كتابه "نزهة المشتاق" سنة (548هـ)، ومعاصروه أبو مروان عبد الملك بن الكردبوس، الذي لم تُعرف سنة وفاته، على خلاف في أيهما سبق الآخر، وأخذ عنه، وهو خلاف لا طائل وراءه فهما متعاصران، وإن كنا نميل إلى سبق الإدريسي؛ لأنه أكثر تفصيلاً، وعنه أخذ الحميري محمد بن عبد الله صاحب "الروض المعطار" وهو الثالث، الذي تبعهما في ترديد هذه الرواية. كما أن من المرجح أن يكون ابن الكردبوس قد توفي في نهاية القرن السادس الهجري، ويكون ثمة احتمال بسبق الإدريسي عنه في الزمان حتى وإن تعاصرا.

وتعتبر هذه النصوص الثلاثة التي وردت عند الشريف الإدريسي والحميري -الناقل عن الإدريسي- وابن الكردبوس، هي الأصل الذي اعتمدت عليه كل المصادر التاريخية، التي أشارت إلى قصة الإحراق.

ولا أثر للقصة -كما يثبت رصدنا هذا الذي حاولنا أن يصل إلى درجة الحصر- في بقية المصادر الأندلسية الأصلية، سواء تلك التي سبقت هذه المصادر، أو التي عاصرتها في القرن السادس، أو التي لحقتها حتى نهاية القرن الثامن الهجري.

وإلى جانب رفض التاريخ لقصة أو أسطورة إحراق طارق السفن، نضيف أن الشريعة -أيضًا- لا تقبلها، بل تعدها نوعًا من الانتحار غير المباشر. وعلى هذا الأساس فإن لنا أن نتساءل: كيف سكت التابعون على إحراق طارق للسفن؟ وهل يعني هذا مشروعية هذا العمل من الناحية الإسلامية؟ وفي عصر كعصر التابعين ولما ينته القرن الأول الهجري: هل تسمح هذه البيئة الإسلامية بإحراق السفن دون معارضة، ودون احتجاج من الساسة، أو الفقهاء، أو المفكرين، أو الشعراء؟

ومن زاوية أخرى -شرعية أيضًا- هل يجوز في الإسلام مبدأ المغامرات الانتحارية؟ لقد انسحب المسلمون بقيادة خالد بن الوليد من موقعة (مؤتة) بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، حين أدرك خالد ومعظم الجيش أن المعركة انتحارية إزاء هذا الفارق في العدد بين جيش المسلمين وجيش الروم.

وقد كان هناك مسلمون فدائيون يطلبون الاستمرار في القتال، ومع ذلك آثر الجيش الانسحاب بقيادة خالد بن الوليد، وسماهم الرسول  (الكُرَّار)؛ ردًّا على من سخروا منهم في المدينة وسموهم (الفُرَّار).

أليس هذا السلوك النبوي تشريعًا إسلاميًّا يُحَرِّم المغامرات الانتحارية، ويُجيزُ الانسحاب في حالة وجود مفاجآت تجعل المعركة إبادة للمسلمين؟

ومن جانب آخر نتساءل: هل هذه الخسارة المالية التي لا جدوى كبيرة وراءها في عصرٍ يصعب فيه صناعة السفن، والتي يمكن أن توجد طرق بديلة عنها، هل هي جائزة شرعًا؟

إن كل هذه الجوانب، سواء تلك التي تتصل بالتضحية بالبشر (اثني عشر ألف جندي وسبعمائة تقريبًا) أم بالسفن، تجعل من إقدام طارق على هذا الإحراق عملاً مخلاًّ بالشريعة، وهو ما لا يمكن للتابعين -بشكل يشبه التواطؤ- أن يسكتوا عليه، أو على الأقل أن لا يظهر أي خلاف فقهي حوله... لكن هذا السكوت يعني أنه لم تكن هناك قضية من هذا القبيل، ولم يثر بالتالي أي خلاف؛ لأنه لا يمكن إثارة أي خلاف حول قضية لم تحدث فعلاً، وهو ما نميل إليه بالنسبة لتابعي صالحٍ مثل طارق بن زياد، وبالنسبة لمن معه من التابعين .

نهاية موسى بن نصير وطارق بن زياد

عندما بلغت موسى بن نصير أخبار الانتصارات التي حققها طارق، أراد أن يكون له سهم في شرف هذه الفتوحات، فسار من أعماق إفريقيا على رأس جيش عرمرم يتكون من العرب والبربر.

وقد سار موسى في اتجاه آخر غير الذي سار إليه طارق بن زياد، فاحتل مدريد وسرقسطة وغيرهما من المدن، وبعد ذلك سار على رأس قوة صغيرة تتكون من خيرة رجاله وابتعد عن جيشه الرئيسي، ولم يكن هو ورفقاؤه يحملون معهم سوى أسلحتهم. وأما بقية الجيش، فقد كان فرسانه يمتطون جياد جيش القوط المنهزم، ولم يكن الواحد منهم يحمل سوى كيس صغير من الزاد، وأما الأثقال فكانت محمولة على ظهر البغال.

ويزعم بعض المؤرخين -من غير الثقات- أن موسى بن نصير كان ينظر بعين الحسد والغيرة إلى مولاه طارق منذ المراحل الأولى من فتح الأندلس، وقد كان يريد أن يستولي على حصة الأسد من الغنائم التي حصل عليها جيش طارق، بعدما يدفع نصيبًا إلى بيت المال، وأما طارق فقد كان يريد على العكس من ذلك؛ دفع الخمس الذي ينص عليه القرآن إلى بيت المال، وتوزيع ما بقي من الغنائم على الجند. وقد بلغ النزاع بين القائدين درجة رأى معها الخليفة استدعاءهما إلى دمشق ليحسم الخلاف بنفسه[3].

وقبل أن يصل موسى بن نصير وطارق بن زياد إلى دمشق، ويتم الفصل في النزاع بينهما مات الوليد بن عبد الملك سنة (96هـ/ 715م).

وقد تعرض موسى بن نصير لبعض المضايقات من الخليفة سليمان بن عبد الملك، لكنه سرعان ما ندم، وأخذه معه إلى الحج. أما طارق بن زياد فقد آثر أن يعيش بعيدًا عن الأضواء، يعبد الله بعيدًا عن مسرح الشهرة وضجيج السياسة.

من إنسانيات طارق بن زياد

لقد ارتضى طارق دائمًا أن يكون الرجل الثاني بعد موسى بن نصير، ولم تظهر منه أي علامة صراع من أجل الدنيا، وكان بربريًّا عربيًّا مسلمًا مثاليًّا.

وقد تجلت إنسانيته في كثير من مواقفه في فتح الأندلس، فقد كان وفيًّا لكل من وقف معه، ولم ينكث عهده أبدًا، وكان له فضل لا ينسى على اليهود؛ فقد كان القوط قد أصدروا أمرًا بتنصير، أو تعميد كل أبناء اليهود الذين يصلون إلى سن السابعة، كما أصدروا أمرًا بمصادرة أملاك اليهود بعد اكتشافهم لمؤامرة يهودية.

ولهذا كان فتح طارق للأندلس إنقاذًا لليهود، كما كان إنقاذًا لجوليان (حاكم سبتة) المغربية، الذي كان على خلاف مع القوط، وكانوا يتربصون به الدوائر، فوجد عند المسلمين الأمن والأمان.

وقد بلغ من رحمته -جزاه الله خيرًا- أنه أعاد للأمراء أملاكهم التي كانت لهم، وهي التي سميت بصفايا الملوك.

كما أنه كان صادقًا في عهود الأمان التي أعطاها لبعض المدن، حتى ولو كان أهل هذه المدن قد حصلوا عليها بنوع من الحيلة، فلم ينكث عهده معهم مع ذلك، اعتمادًا على أن في الحرب من الخدعة ما تقرُّه كل القوانين.

فرحم الله طارق بن زياد (بطل معركة شذونة) التي استمرت أسبوعًا، وبقيت بعدها إسبانيا تحت حكم المسلمين أكثر من ثمانية قرون.

المصدر: مدونة عبد الحليم عويس.


[1] د. محمد زيتون: المسلمون في المغرب والأندلس ص158 وما بعدها، بتصرف، الوفاء - القاهرة.

[2] الصدف: قبيلة من فروع كهلان اليمانية التي انتشر كثير منها في مصر وبلاد المغرب.

[3] جوزيف رينو: الفتوحات الإسلامية ص43 وما بعدها، ط1، 1984م - الجزائر.


mardi, octobre 02, 2012

Quelques commentaires sur l'interview de Diam's (Melanie) :



papillons16 : Merci à LCI-TF1 de changer la Une de votre site. Que l'on m'impose une femme voilée tous les matins quand je regarde votre site finit pas être désagréable. On en a déjà assez dans la rue... Nous sommes en France pas dans un pays arabe. Faites-vous donc un reportage de propagande à l'islam ? Vous tentez de nous habituer à cette religion dont les membres extrêmes font tant de mal et dont certains - pas extrêmes - tentent de changer radicalement notre beau pays ou revendiquent en permanence des droits (et pas des devoirs bien évidemment).
Le 02 Octobre 2012 à 10h31

 | J'aime (167) | Répondre (3)

  • citoyendu83 : Tout à fait d'accord mais malheureusement c'est une triste réalité de ce qui se passe en France.
    Le 02 Octobre 2012 à 12h25

     | J'aime (25)

  • oadda : vous avez parfaitement résumé la réalité !
    Le 02 Octobre 2012 à 12h02

     | J'aime (43)

  • nicolas12072006 : je suis tout à faire entièrement d'accord avec vous comme beaucoup de personnes. On en a marre que la télé nous impose ces femmes voilées qui ne respectent pas en plus souvent nos lois dans la rue et n'hésitent pas à se montrer et faire de la propagande...on devrait les expulser immédiatement de notre pays elles n'ont qu'à aller en Syrie ou en Iran
    Le 02 Octobre 2012 à 11h46

     | J'aime (65)

  • sedero : Certain francais font peur ds leur commentaire; Pour vous la liberte c'est quoi? laissez la dame Diam jouir de sa vie comme elle veut.
    Le 02 Octobre 2012 à 07h26

     | J'aime (25) | Répondre (4)

    • patrouillebasse : Mais qu'elle ne vienne pas polluer la mienne.
      Le 02 Octobre 2012 à 13h10

       | J'aime (16)

    lolme24 : Pas de çà chez nous !
    Le 02 Octobre 2012 à 05h22

     | J'aime (285) | Répondre (1)

    • biblo42 : Mais je ne crois pas qu'elle ait envie de venir chez vous....C'est bien de votre maison dont vous parlez n'est-ce pas ? Vous n'imaginez quand même pas que la France toute entière vous appartient ???? Non...quand même pas !
      Le 02 Octobre 2012 à 09h28

       | J'aime (13)

    • jhummun1 : Mais qu'est-ce-que vous etes drôle, vous qui voyez derangeant une femme qu'habille en tenue de La Vierge Marie. Alors si cette femme aurait été vu en tenue très legère, là il y aura pas des critiques mais au contraire beaucoup l'aurait vu très canon! C'est domage, mais il faut que vous vous faites soigner!
      Le 02 Octobre 2012 à 16h11

       | J'aime (0) | Répondre (0)


    • le dernier lui ont trancher la gorge je crois :)

    En tout cas tout cela montre l'hypocrisie .... On arrête pas de parler Liberté (et surtout celle de la femme) et une fois elle fait ce qu'elle veut on oublie ce principe


هل فرنسا ندمت على المقابلة مع ديامس ؟

الفيديو (مقابلة ديامس بعد اسلامها) حطم الرقم القياسي في نسبة المشاهدة على موقع يوتوب في مدة 4 ساعات لكن تم حدفه من طرف اليوتوب
والفيديو الذي يسيئ للرسول محمد صل الله عليه وسلم لم يتم حدفه من اليوتوب
برأيك ما هو السبب ؟ خصوصا ان النجمة ديامس تكلمت عن الاسلام بطريقة جد رائعة
ولديها جمهور كبير جدا في فرنسا و العالم ؟
هل هو الخوف من ان يعتنق عدد كبير من الفرنسين الاسلام؟بعد مشاهد ديامس تتكلم عن الاسلام ؟
هل فرنسا ندمت على المقابلة مع ديامس ؟

TF1 a PEUUUUUR???





أربع ساعات فقط كانت كافية لتحقق مغنية الراب الشهيرة "ديامز" نسبة مشاهدة قياسية على موقع قناة "تي أف 1" و"اليوتوب"، في الفيديو الذي أعلنت فيه إسلامها. 

لكن تفاجأ عشاق ثائرة الراب الفرنسية بحذف الفيديو نهائيا من الإنترنيت من طرف القناة الفرنسية، لأسباب لم يعلنها القيمون عليها لحد الآن، وهو ما ساهم في فتح باب تخوف فرنسا من تأثير الفيديو على الفرنسيين وخاصة جمهور "ديامز" ودفعهم لاعتناق الإسلام. 

الطاوسي يفضح فاسي الفهري

الطوسي يفضح الفهري. أكد بدء عمله قبل إقالة إيريك غيريتس
كشف رشيد الطوسي، مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، أنه كان على علم بقرار تعيينه مدربا للمنتخب قبل شهرين. 
وأكد الطوسي، الذي حل ضيفا على برنامج "الماتش" على قناة "ميدي. أن. تي. في"، أول أمس الأحد، لدى رده على سؤال للزميل جلال بوزرارة بخصوص استدعائه لللاعبين بسرعة  للتجمع الإعدادي قائلا "ضيق الوقت فرض علي الإسراع في تحدي مجموعة من الأمور، أنا كنت عمليا وهيأت نفسي من قبل، وأنت أسي جلال تعرف أنني كنت في تواصل دائم مع الطاقم الذي يعمل معي حاليا، ومنذ شهرين وأنا مع وليد الركراكي، وأنت تعرف هذا الأمر جيدا أسي جلال". 
تفاصيل أخرى في عدد "المساء" ليوم الثلاثاء (2 أكتوبر 2012) 

lundi, octobre 01, 2012

هل تصل حرية التعبير على الأنترنت حدَّ الإساءة إلى الأديان؟


هل تصل حرية التعبير على الأنترنت حدَّ الإساءة إلى الأديان؟

أثار قرار الشركة العملاقة غوغل عدم حذف مقاطع الفيلم المسيء للرسول الكريم من موقع اليوتوب التابع لها جدلا واسعا لم ينقطع خلال الأيام الأخيرة، خاصة مع رفع ممثلة داخل الفيلم لدعوى قضائية ضد هذه الشركة تطالب فيها بحذف هذا الفيلم بعدما خدعها المخرج، وكذلك مع الاحتجاجات الشعبية التي تلته والتي تسببت في أعمال عنف غير مسبوقة حصدت أرواح عدد من القتلى خاصة السفير الأمريكي في ليبيا، زيادة على المطالب الرسمية التي تقدمت بها مجموعة من التنظيمات الإسلامية والدول العربية بحذف هذا الفيلم الذي أضاف الكثير من البنزين على علاقة أمريكا بالدول العربية الإسلامية..وهي العلاقة "المحترقة" أصلا منذ زمن..

قرار غوغل كان نابعا من أن الفيلم المذكور لا يتنافى مع القوانين الداخلية للنشر في اليوتوب كما جاء في تصريح رسمي من إدارة هذه الشركة، حيث رأت "غوغل" أن فيلم براءة المسلمين لا ينتهك قوانينها الداخلية حتى وإن كان فيها ما يمنع نشر ما يحث على الكراهية، فهذا الفيلم يبقى في نظر الشركة العملاقة عملا فنيا ينتقد عن الدين الإسلامي ولا يهينه أو يهين أشخاصا بعينهم، وهو التبرير الذي رفضته مجموعة من التنظيمات لكون الفيلم يسيء بشكل مقصود إلى الدين الإسلامي، وهو ما يتعارض مع مجموعة من المواثيق الدولية لحقوق الإنسان..

لكن هل هناك فعلا مواثيق دولية تنصص على ضرورة احترام الأديان؟ هل استطاعت الأمم المتحدة أن تصدر فعلا قرارا من هذا النوع؟ ثم ما هي إشكالات تفعيل مثل هذه القوانين إن وجدت؟ من يضمن أن دولا بعينها لن تكيل بها بمكيالين؟ ثم ألا يتناقض اليوتوب مع مبادئه عندما يتحدث عن منع مقاطع فيديو تحث على الكراهية ويسمح بعرض فيلم سبب معارك دامية؟ وهل سلاح المقاطعة مجدي فعلا في ظل التخلف الرقمي العربي؟

زووم هذا الأسبوع..حول إعصار فيلم براءة المسلمين والقوانين الدولية المتعلقة بالإساءة للأديان..

عندما تسمح بإهانة القرآن والإنجيل..ولا تسمح بإهانة التلمود والتوراة..

عندما تكتب في اليوتوب..عبارة "burn Koran " ستجد مجموعة من الفيديوهات لأجانب يقومون بحرق القرآن الكريم، نفس الأمر يتعلق بالإنجيل، حيث يوجد فيديو يظهر فيه أمريكي يحرق الإنجيل بطريقة مستفزة، لكن عندما تكتب في نفس محرك البحث عبارة"burn Torah " لا تجد أي فيديو لشخص يقوم فيه بحرق التوراة، كما لا توجد تقريبا أي فيديوهات تسيء للديانة اليهودية، اللهم بعض المقاطع التي تنتقد بطريقة بناءة ولا تعكس أي حقد دفين اتجاه هذا الدين السماوي..

هذا التناقض في عمل اليوتوب، طرح مجموعة من التساؤلات حول يهودية شركة غوغل ، وهو إشكال كانت خاصية "goole earth " قد ثمنته في وقت سابق عندما كانت تعرض المنشآت العسكرية الإسرائيلية بلون داكن غير واضح مقابل وضوح تام للمنشآت العسكرية العربية، غير أن هذا الأمر لم يلبث وأن تغير في النسخة الأخيرة من هذه الخاصية، عندما تم عرض المنطقة العسكرية الإسرائيلية بشكل واضح، لتتبدد الكثير من الشكوك التي كانت تشير إلى تقرب غوغل من إسرائيل..

غير أن المثير في الأمر هو أن اليوتوب يقر بأنه مع احترام الأديان وعدم الإساءة إليها، وذلك عندما يكتب في شروط الاستخدام في باب إرشادات المنتدى:

"نحن نشجع حرية الرأي، وندافع عن حق كل شخص في التعبير عن وجهات نظره الخاصة، ولكننا لا نسمح بأي كلام يحض على الكراهية (الكلام الذي يُقصد به مهاجمة أفراد جماعة ما أو الحطّ من قدرهم على أساس العِرق أو الأصل العرقي، والدين، والإعاقة، والجنس، والسن، والخبرة المهنية، والميول الجنسي/الهوية الجنسية)".

في هذا البند، يقر اليوتوب أن مهاجمة أو الحط من دين أي جماعة أمر غير مسموح به في الموقع، لكن كيف غاب عن هذا الموقع أن تلك المقاطع من الفيلم والتي وصلت لقرابة 6 ملايين مشاهدة لا تهاجم فقط الدين الإسلامي، ولكنها تحط من قدر رجله الأول، وتصفه بأشبع النعوت والصفات؟

هل هناك قوانين دولية تمنع الإساءة إلى الأديان؟

يرى الأستاذ علي كريمي، الخبير في القانون الدولي لوسائل الإعلام، أن جميع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان تؤكد على احترام حق حرية التعبير، لكن الفصل 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية يضع بعض الشروط التي تؤطر هذا الحق، خاصة في الفقرة الثالثة من هذا الفصل التي تؤكد على أن حرية التعبير يجب أن لا تمس حقوق الآخرين والنظام العام والنظام الداخلي للدول، وكذلك المادة 20 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، التي تجرم كل الأعمال التي تؤدي إلى نعرات طائفية أو دينية أو عرقية عبر البند التالي:" تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف".

وتحدث ذات الخبير الدولي أن هناك إعلانا عالميا بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد صدر سنة 1981، حيث ينصص في مادته الثالثة على:" يشكل التمييز بين البشر على أساس الدين أو المعتقد إهانة للكرامة الإنسانية وإنكارا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويجب أن يشجب بوصفه انتهاكا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي نادى بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والواردة بالتفصيل في العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان، وبوصفه عقبة في وجه قيام علاقات ودية وسلمية بين الأمم"، إضافة للقرار الصادر في أبريل 2011 من الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يمنع الإساءة إلى الأديان وهو ذات القرار الذي طالبت الإسيسكو (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة) من الأمم المتحدة تفعيله.

وأضاف كريمي أن شركة غوغل لا تحترم المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ولا القانون الدولي للإعلام ما دامت ترفض حذف فيلم يثير صراعات طائفية، مضيفا أن التشريعات في بعض الدول تنصص على ضرورة احترام الأديان، فـ"القانون في الدانمارك لا يسمح بالمساس بالديانات التي تعترف بها الدولة ومن ضمنها الإسلام، مما يجعل من قضية نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيء للرسول الكريم من طرف جريدة بهذا البلد محط تضارب كبير مع القوانين والتشريعات المحلية، إضافة إلى أن الدستور الفرنسي يقيد حرية الرأي والتعبير، في تجسيد منه للاتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان التي تمنع التمييز على أساس الدين" يقول الأستاذ الجامعي المغربي.

هل ينفع تفعيل القوانين التي تجرم الإساءة للأديان؟

عندما أقر الكونغرس الأمريكي سنة 2004 قانون معاداة السامية، وبرر ذلك بوقاية البشرية من التمييز ضد أقليات دينية، ثبت فيما بعد أن هذا القانون الذي يجرم التشكيك في المحرقة اليهودية، كان هدفه تحصين السياسات الإسرائيلية من العقوبات مهما كانت معادية للتشريعات الدولية، وجعل كل انتقاد لإسرائيل شكلا يعادي السامية وجبت إدانته، مما أثار التساؤل حول جدوى مثل هذه القوانين التي تستخدم في غير محلها، خاصة مع محاكمة عدد من الكتاب الذين انتقدوا سياسات دولة إسرائيل كالفرنسي روجي جارودي.

إساءة استخدام مثل هذا القانون، جعل الخوف من قانون مشابه أمرا واقعيا، فمطالب مجموعة من التنظيمات الإسلامية كحزب الله والإسيسكو وكثير من الدول الإسلامية بتفعيل القوانين التي تجرم الإساءة إلى الأديان، يجعلنا نتساءل عن كنه الأديان المراد احترامها، ما دامت أغلب هذه المطالب تتحدث عن الأديان السماوية، في إبعاد منها لحرية المعتقد التي لا تقتصر على هذه الأديان الثلاث، بل وتشمل كذلك البهائيين وحتى الملحدين وعدد من الديانات الأخرى التي لا تعترف بها الأمم المتحدة، مما يجعل من الصعب تطبيق معايير واضحة ومتفق عليها خاصة وأن بعض الدول الغير الديمقراطية من الممكن أن تستخدم مثل هذه القوانين للحجر على بعض الآراء التي تتحدث بنوع من النقد البناء للخطاب الديني.

ومن العوامل كذلك التي تضعف موقف عدد من التنظيمات الداعية لتجريم الإساءة إلى الإسلام، نجد الصراعات الطائفية بين المسلمين أنفسهم خاصة بين الشيعة والسنة، وهي القضية التي دخلت للسياسة من بابها الواسع وصارت دول كالسعودية لا تتورع عن القول أنها تحارب المد الشيعي، نفس الأمر للمتطرفين من الشيعة الذين يقومون بنوع من الإساءة الدائمة لرموز الإسلامي السني، ناهيك عن عدم تقبل الكثير من المسلمين لنقد الدين وانتشار فكر فقهي ينظر للديانات الأخرى على أنها ديانات كافرة، فيعطيها مدلولات سلبية لا تخدم قضية تجريم الإساءة إلى الإسلام.

هل مقاطعة شركة غوغل حل ناجع؟

بعد رفض غوغل حذف فيلم براءة المسلمين واكتفاءه بحجبه عن بعض الدول التي عرفت أحداثا دامية، قرر العديد من مستخدمي الانترنت مقاطعة محرك البحث وموقع اليوتوب، وهي المقاطعة التي كبدت شركة غوغل خسارة مهمة، حيث نزل من المرتبة الأولى عالميا في ترتيب المواقع إلى المرتبة الثانية للمرة الأولى منذ أزيد من 8 سنوات، فقد خسرت الشركة قرابة 3 ملايين مشاهدة في يوم واحد، وتوقفت بعض خدمات غوغل في عدة دول لبضع ساعات، وفاضت الشكاوى على تويتر بشكل كبير تشتكي من كثرة المشاكل على محرك البحث غوغل وعلى اليوتوب.

غير أن رشيد جنكاري، يرى أن المطالب الشعبية التي تنادي بمقاطعة اليوتوب وغوغل مطالب "بليدة" وتعكس "تبويقة رقمية" يعيشها العرب والمسلمين الذين لا يفهمون النظام الرقمي بالشكل الأمثل بحسب وجهة نظره، متحدثا عن أن الحجب يبقى سلاح الدول الضعيفة كالعربية منها التي كثيرا ما تتعامل مع الانترنت بنظام التقنين الهادف إلى الرقابة والتضييق وليس الذي يضع شروط مسؤولة للممارسة الرقمية.

وأضاف ذات الخبير في الشبكات الاجتماعية والصحافة الإلكترونية أن الرد على الفيلم المسيء للإسلام يجب أن يكون بالاستثمار في المجال الرقمي وليس بمنع الأفراد عن إنتاج الأعمال التي يريدونها، مؤكدا أن حضور اللغة العربية ضعيف جدا على الشبكة العنكبوتية مقابل استثمار قوي من إسرائيل في هذا المجال، منتقدا في الآن ذاته السياسات الرقمية المغربية التي لا تتواجد في هذا الفضاء سوى لملء الفراغ وليس لتقديم القيمة المضافة.

ورفض جنكاري الانتقادات الموجهة لشركة غوغل، معتبرا إياها قد أسدت خدمات كبيرة للمواطن العربي وساعدته إلى إنجاح ربيعه الديمقراطي، واصفا إياها بالفضاء الواسع لحرية التعبير الذي يعطي للإنسان الحق في إبداء رأيه في كل المجالات التي يريد حتى الدينية منها.

أما المخرج السينمائي عز العرب العلوي، فقد اتفق على مقاطعة غوغل واليوتوب، لكن شريطة نهج إستراتيجية فنية من أجل الرد على الفيلم المسيء، وذلك بقوله:" للأسف، غالبا ما يستثمر المسلمون والعرب الأموال من أجل الربح وليس من أجل الدفاع عن قضاياهم، في حين يحشد اللوبي الصهيوني كل طاقته من أجل نصرة قضاياه ومبادئه، فعلى ردنا أن يكون بالسينما ما دامت السينما هي التي أساءت إلينا، وإنتاج أعمال سينمائية ضخمة تعرف بالإسلام هو الرد الأنسب على مثل هذه السخافات".

في انتظار قوانين تحمي الحق ولا تنتهكه..

من كل ما سبق، يظهر أن فيلم "براءة المسلمين" أثار جدلا كبيرا في قوانين النشر على الانترنت، وقد أعاد إلى الأذهان ذلك الجدل الذي خلفه قانون"سوبا" في بداية العام الحالي، فإن كان ذلك القانون قد تحدث بإسهاب عن خرق الملكية الفكرية، فإن نقاشا جديدا حول حدود حرية التعبير على الواقع الافتراضي يبدو ملحا وضاغطا، خاصة وأن المسؤولية لم تكن أبدا كابحا للحرية كما يعتقد البعض، ولكن جزءا منها يدفع بها نحو الأمام وليس في الطريق التقليص منها.

وإن جاز لنا أن نقول أن للانترنت عموما، ولموقع اليوتوب خصوصا، دور كبير في الرفع من سقف حرية التعبير وإعطاء الفرصة لعدد من الأشخاص قصد إيصال أفكارهم في ظل عدم ديمقراطية الإعلام المرئي بالكثير من الدول، ومن بينهم عرب ساهموا في الربيع الديمقراطي في بلدانهم، فإنه من الموضوعي أن نؤكد أن التهجم على المقدس والافتراء على عقائد الناس، يفرض التفكير جليا في وضع محددات عامة للنشر الإلكتروني عبر العالم، محددات لا يكون الغرض منها تكميم الأفواه أو خنق الآراء، ولكن فقط من أجل ضمان جو صحي من النقاش المفيد حتى وإن لم يقتنع به البعض، أما في حالة استمرار فوضى النشر بمثل هذه الطريقة، فسيتحول اليوتوب إلى مكان لبث الحقد والبغضاء، وسيتغير دور وسائل الإعلام الجديدة من تقريب للشعوب وتوثيق لأماكن الالتقاء، إلى منبع لحروب عقدية وإثنية وعرقية قد تعيد العالم سنوات إلى الوراء..